27 - 09 - 2024

صليب يطفو بحمام السباحة | لماذا يختلف طقس عيد الصليب"بالانافورا" عن الكنائس القبطية؟

صليب يطفو بحمام السباحة | لماذا يختلف طقس عيد الصليب

احتفل أقباط القوصية برعاية الانبا توماس باحتفالية عيد الصليب بطقس مختلف من نوعه بالانافورا بطريق اسكندرية الصحراوى ، وسط مشاركة من الكهنة بملابس بيضاء وسط فرحه وزغاريد بموكب كنسي ، وتداول نشطاء مقطع فيديو غير مألوف بطقس خاص يظهر فيه الصليب مضيئا علي سطح المياه بحمام السباحة يطوف بحركات دائرية مع ألحان وترانيم تشبه إضاءة قناديل الغطاس والاحتفالات الشعبية.

عادة ما يرتبط إشعال قناديل الغطاس بالاحتفال بعيد الغطاس، وليس بعيد الصليب. وحيث أن عيد الغطاس هو ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن ، يتم الاحتفال به بطقوس خاصة تختلف عن طقوس عيد الصليب.

و يحتفل بيت الانافورا بطقس خاص بإضاءة القناديل في ليلة عيد الغطاس، حيث يقوم الأقباط بإشعال قناديل الغطاس المضيئة على سطح المياه الذي صمم علي شكل للكرة الأرضية وتغمرها المياه من كل جانب ، وفي العصور الفرعونية القديمة كانت تستخدم قناديل مصنوعة من البرتقال أو اليوسفي على ضفاف النيل، ووضع شمعة بداخلها. ويتم حمل هذه القناديل في المواكب الدينية والتجول بها في الشوارع تعبيراً عن الفرح بهذه المناسبة، بعيدا عن إقامة قداسات خاصة في الكنائس، وتتضمن هذه القداسات صلوات خاصة تذكر بمعمودية السيد المسيح، مع استخدام بركة المياه في الكنائس، و صب الماء المبارك على المصلين.

مع مرور الزمن، تطورت مظاهر الاحتفال، ولكن المعنى الأساسي ظل ثابتًا. ومع ذلك، يمكن ملاحظة بعض التغيرات مثل زيادة الاهتمام بالطقوس والتفاصيل، مما أثر على شكل الاحتفال، واستخدام التكنولوجيا، مثل الموسيقى والإضاءة.

و يتميز هذا الاحتفال بأبعاد روحية منها النصر على الموت والخطيه، وذلك بفضل تضحية السيد المسيح على الصليب، والتجديد الروحي، حيث يمثل عيد الصليب فرصة للتوبة ، وتقوية أواصر المحبة والتضامن، وفي مدينة القوصية، التي تتميز بتاريخها العريق وتراثها المسيحي الغني، يكتسب هذا العيد نكهة خاصة ، حيث يعتبر بعض الاقباط انه يساهم الاحتفال في الحفاظ على التراث الديني والثقافي للمدينة ، وتجربة روحانية فريدة تجمع بين القداسة والتاريخ، بينما يراه أخرون يخالف تقاليد الآباء المتبعة في هذا العيد برمزيته ومعانيه، وبدورة الصليب حول الهيكل واستبدالها بزفة او موكب حول حمام السباحة.

يذكر أن بيت "الانافورا" أسسه نيافة الأنبا توماس ليكون مجهزا كخلوة لشعب القوصية ونمو الحياة الروحية للشباب والأسر والمؤتمرات والدراسات للمصريين والأجانب ، والتي من أهدافها تقديم الكنيسة الأرثوذكسية للعالم الخارجي علي الطراز الريفي ، و تصميمها الفريد علي طراز ورموز سفر الرؤيا، و يضم بيوت خلوة علي شكل قلالي الرهبان ومكان لتدريب الخدام و الشباب علي القيادة الروحية والفنون القبطية والطقس واللاهوت و التاريخ الكنسي وفيلا بثلاث طوابق وكنيسة وأحواض للري. وقد قام البابا شنودة الثالث بزيارة الأنافورا عام ٢٠٠٩، و قداسه البابا تواضروس عام ٢٠٢٢